Investing.com – في طريقه إلى قمة عالم العملات الرقمية، وقف تشانغبينغ تشاو كما لو أنه لا يمكن أن ينزعج من فكرة نمو ثروته. “أنا لا أعرف حقًا ما هو صافي ثروتي. وقال لمجلة فوربس في صيف عام 2021: “لست منزعجًا جدًا من ذلك”.

يوم الثلاثاء، رسم المدعون الأمريكيون صورة مختلفة لرئيس بينانس. وأقر تشاو بالذنب في تهم غسيل الأموال، واعترف بالتحايل على اللوائح الأمريكية والتهرب من قوانين العقوبات في سعيه للهيمنة على سوق العملات الرقمية، الأمر الذي عزز بدوره ثروته.

تنص الشكوى الأمريكية على أن “الغرض من المؤامرة هو السماح لمنصة بينانس بالحصول على حصة في السوق وتحقيق الربح في أسرع وقت ممكن”. وافق تشاو، بالإضافة إلى التنحي عن منصبه كرئيس تنفيذي، على دفع 50 مليون دولار في قضية وزارة العدل، في حين أن بينانس ستدفع 4.3 مليار دولار – وهي واحدة من أكبر العقوبات المفروضة على الشركات على الإطلاق. ويواجه تشاو أيضًا عقوبة السجن لمدة تصل إلى عشر سنوات. (لحل قضية منفصلة رفعتها في وقت سابق من هذا العام لجنة تداول السلع الآجلة، يتعين على تشاو، أيضاً أن يدفع غرامة قدرها 150 مليون دولار).

أغنى المجرمين المدانين في العالم

على الرغم من منع تشاو، من المشاركة في بينانس لمدة ثلاث سنوات، إلا أنه يحتفظ بحصته الأغلبية في بينانس، مما يعني أنه قد يخرج من صفقة الإقرار بالذنب كواحد من أغنى المجرمين المدانين في العالم – ولا يزال أحد أغنياء العالم.

تقدر حصة تشاو المقدرة بـ 90٪ في بينانس، والتي تمثل الغالبية العظمى من ثروته، بنحو 15 مليار دولار، وفقًا لتقديرات فوربس. وهذا أعلى من 10.5 مليار دولار في أبريل، عندما نشرت مجلة فوربس قائمة مليارديرات العالم لعام 2023. حققت منصة بينانس ما يزيد عن 3 مليارات دولار من الإيرادات خلال الـ 12 شهرًا الماضية، وفقًا لتقديرات فوربس، استنادًا إلى تحليل أحجام التداول الفوري والمشتقات في البورصة، مع الأخذ في الاعتبار أيضًا عمليات الاحتيال أو التداول الاحتيالي المزعومة لـ بينانس، والتي تؤدي إلى ظهور نشاط للعملاء أكثر مما هو موجود بالفعل، ولكن تم نفى ذلك من قبل بينانس.

أدى الانتعاش في أسواق إلى رفع تقييم بينانس. وقد تضاعف سعر البيتكوين، وهو مقياس للصناعة، هذا العام حتى الآن إلى أعلى مستوى 37 ألف دولار مع ارتفاع أسواق العملات الرقمية في أعقاب انهيار FTX. تضاعفت أسهم (كوين بيز – Coinbase (NASDAQ:))، منافس بينانس، بأكثر من ثلاثة أضعاف منذ أوائل يناير. وبشكل جماعي، زادت القيمة السوقية للعملات الرقمية الرئيسية بمقدار 600 مليار دولار هذا العام.

على الرغم من الرياح الخلفية في العملات الرقمية، تواجه منصة بينانس الآن واقعها الفريد، حيث سيشرف مراقب امتثال مستقل على نشاطها لمدة ثلاث سنوات ويقدم تقريرًا بالنتائج التي يتوصل إليها إلى الحكومة الأمريكية. قد تؤدي هذه القيود إلى إعاقة إيرادات بينانس، مما يهدد مكانتها باعتبارها بورصة العملات الرقمية العالمية الرائدة.

اقرأ أيضًا:

ثروة تشاو في مهب الريح

يقول مايك ألفريد، مستثمر العملات الرقمية والناقد القديم لـ تشاو وبينانس: “سينخفض تأثيرهم وحصتهم في السوق بشكل حاد”. “العالم الذي كانت فيه منصة بينانس تربح وتكتسب حصة في السوق كان عالمًا يمكن فيه فعل أي شيء في أي وقت”.

ما إذا كانت بينانس قادرة على الحفاظ على حصتها في السوق كبورصة عملات رقمية سيحدد اتجاه ثروة تشاو. قامت منصة بينانس بتسهيل 32% من الصفقات الفورية و50% من تداولات المشتقات في أكتوبر، وفقًا لتقرير صادر عن (سي سي داتا – CCData)، على الرغم من انخفاض حصتها في الأسواق الفورية لمدة ثمانية أشهر متتالية، وفقًا للتقرير.

وبدلاً من ذلك، يمكن لصفقة الإقرار بالذنب يوم الثلاثاء أن تساعد منصة بينانس عن طريق إزالة السحابة التي كانت معلقة فوق رأسها، كما يقول أوين لاو، محلل العملات الرقمية والبورصة المالية في شركة Oppenheimer & Co. وقال لاو يوم الثلاثاء إن إعلان اليوم يمنحهم بعض الراحة لأنهم يستطيعون العودة. “بالنسبة لي، يمكن أن يكون لذلك بعض التأثير الإيجابي على بينانس. الجانب السلبي الكبير – وهو أن منصة بينانس أصبحت منصة ميتة – لكن ذلك لم يظهر بعد”.

يصر ريتشارد تنغ، الرئيس التنفيذي المعين حديثًا لـ بينانس، على أن الشركة في وضع يسمح لها بالنمو في المستقبل. وقال في تغريدة: “أساسيات عملنا قوية للغاية”.

منذ ظهور أخبار صفقة الإقرار بالذنب، شهدت منصة بينانس تدفقًا صافيًا للخارج يبلغ حوالي 956 مليون دولار على إيثريوم، على الرغم من أن إجمالي مقتنياتها من العملات الرقمية لا تزال أعلى من 65 مليار دولار، وفقًا لموقع التتبع (نانسن – Nansen). “في وقت كتابة هذا التقرير، كانت عمليات السحب مستمرة، ولك لم يحدث نزوحًا جماعيًا للأموال حتى الآن، وفقًا لـ نانسن.

اقرأ أيضًا:

بينانس على رادار رجال الشرطة

قام تشاو، وهو مبرمج، بتأسيس منصة بينانس في عام 2017 بمبيعات جماعية بلغت 15 مليون دولار. منذ أيامها الأولى، كانت منصة بينانس مفضلة لدى متداولي ومطوري العملات الرقمية بسبب سرعة تنفيذها ومنتجاتها الجديدة. أدى تسامح تشاو مع المخاطر والنهج المتهور إلى تعزيز نمو الشركة، ولكنه وضع أيضًا بينانس على رادار رجال الشرطة والمنظمين الماليين.

كانت الصين وسنغافورة ومالطا بمثابة محطات الطريق بالنسبة لتشاو ومجموعة صغيرة من مساعديه المخلصين، إلى أن أجبرتهم الضغوط التنظيمية على البقاء في حالة تنقل. حاولت منصة بينانس إنشاء قاعدة أوروبية رئيسية في لندن، لكن المنظمين رفضوها واتهموها بالاحتيال من قبل الشركاء. انتقل تشاو في النهاية إلى الإمارات العربية المتحدة؛ حيث يعيش في دبي منذ عام 2021.

قضايا أخرى

قالت هيئة الأوراق المالية والبورصات أن منصة بينانس باعت أوراقًا مالية غير مسجلة لعملاء أمريكيين. (ينفي تشاو وباينانس هذه المزاعم ويواصلان محاربة اتهامات هيئة الأوراق المالية والبورصة، وهي منفصلة عن تلك التي تمت تسويتها هذا الأسبوع).

لا تتضمن تقديرات فوربس لصافي ثروة تشاو البالغة 15 مليار دولار محفظة استثمارية شخصية. لكن من الممكن أن يحصل على واحدة بقيمة عدة مليارات من الدولارات، اعتمادًا على مقدار أرباح بينانس التي ادخرها لنفسه على مر السنين. وقد أخبر فوربس سابقًا أنه يمتلك حوالي 1400 عملة .

يمكن لـ تشاو أيضًا العودة إلى قيادة بينانس بعد فترة إشراف الشركة لمدة ثلاث سنوات من قبل مراقب امتثال مستقل، وفقًا لاتفاقية الإقرار بالذنب.

وفي غضون ذلك، يخطط تشاو “على الأرجح للقيام ببعض الاستثمار السلبي” في العملات الرقمية والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية، حسبما قال في تغريدة يوم الثلاثاء. وكان تشاو قد صرح لمجلة فوربس سابقًا أنه يعتزم التبرع بما يتراوح بين 90% و99% من ثروته لقضايا خيرية. وقال تشاو: “آمل أن يكون ذلك عاجلاً وليس آجلاً”. ولم يرد أي ذكر للعطاء الخيري في تغريداته الأخيرة.

رأيك يهمنا.. ساعدنا في تحسين خدمة إنفستنج برو المميزة عبر هذا الاستطلاع.. اضغط هنا