عطر الأرض

0

في صباح يوم الجمعة ، خرجت جدتي من الحمام مرتدية ملابس سوداء وجلست أمام زجاجة العطر. ثم أخذت قطرة ووضعتها خلف أذنيها. قالت: في جنة الطيب ، وسقطت قطرات من اللؤلؤ من عينيها ، فبكيت.

أحب يوم الجمعة ، وأحب أذن جدتي عندما تنحني وتقبلني ، لذلك أشم رائحة عطر يأخذني إلى الجنة ويجعلني أركض فوق الغيوم ، وأطفو في زرقة الأمواج ، لذلك أضع أنفي في أعماق أذنها فلتمتص روحي المزيد من الطيب والسحر ، فتضحك وتزيل عني أذنها ، فأتمسك بها حتى لا تفارقني روح الطيب.

كل يوم خميس يحملني والدي إلى جدتي ، فربته على كتفه وتبتسم له وتصلي من أجل سعادته. يتحول وجهه إلى اللون الأحمر ويتركني ، وأسمع قدميه على الدرج وكأنه في موعد بفرح يكسر روحه.

أستمر باللعب مع جدتي حتى يتحول وجهها إلى اللون الأحمر ، وعندما تسمع خطى جدي ، أغفو وأربت على شعري حتى أتظاهر بالنوم ، وتتركني على السرير وحدي في انتظار اللحظة التي يدخلون فيها غرفتهم يضحكون .

أنا أحب جدتي وأحب جدي ، وأجلس في الصالة بعد دخولهم غرفتهم ، وأرتفع عندما يتوقف ضحكهم ويبدأ صمت بينهم يجعل روحي تسبح في الهواء ، وأنتظر سحر العطر .. عندما تتسرب روح العطر من تحت الباب وتدخل أنفي ، أرقص طائرًا وأطفو في الفراغ وأحلم بكل عبق الأحلام وأنام في الجنة على مقعد الصالة وأنفي يتدلى من الباب. من الغرفة.

أنا منغمس في دوامة العطر ، أشعر بجدي يخرج من غرفته ، العرق ينضح من شعر صدره ، يفتح الثلاجة ويأكل تفاحة وينظر ويراني نائمة ، فيحملني ويأخذني في السرير قبلني ، أشم رائحة جسده غارقة في عطر جدتي ، لذلك استمر في احتضانه وهو يربت على ظهري حتى أهدأ وأدخل بوابة العطر وأضيع في الحلم.

صباح الجمعة ، عندما خرجت جدتي من الحمام ، تابعتها وجلست على السرير مبتسمًا في المرآة ، وأخذت قطرة من زجاجة العطر التي تشبه الكرة الأرضية ووضعتها خلف أذنيها ، وعندما كانت رائحتها. ذهبت إلى الزجاجة وأردت فتحها فقالت: “لا هذا سر” وأخذت قطرة من أحد أطرافها مس إصبعها أنفي ودخلت الجنة.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here