افتتحت جمعية الرسالة للتربية والتخييم، فعاليات مؤتمرها الوطني الثامن، عبر حفل فني كبير احتضنه مسرح محمد السادس بالدار البيضاء، مساء أمس الجمعة، بعنوان “وطني الجميل”، بحضور المئات من أعضاء ومتعاطفي الجمعية يمثلون فروعها الـ76.
واختارت الجمعية المتخصصة في مجال الطفولة والتخييم، افتتاح مؤتمرها الوطني بتنظيم أوبريت احتفالي مزج بين الإبداع الفني والمسرحي والغنائي والذكاء الصناعي، بعنوان “وطني الجميل”، وذلك تخليدا للذكرى الـ48 للمسيرة الخضراء.
وعرف حفل “الرسالة” التي تحتفي بمرور 35 عاما على تأسيسها، حضور رئيس الجامعة الوطنية للتخييم، محمد كليوين، ومسؤولي وممثلي عدد من مقاطعات الدار البيضاء، إلى جانب رؤساء وممثلين عن عدد من الجمعيات الوطنية.
أوبريت “وطني الجميل” شهد تقديم 4 مشاهد فنية تتغنى بالوطن والطفولة والإسلام والإنسانية، اعتمدت على لوحات فنية مسرحية وإنشادية واستعراضية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والمشاهد ثلاثية الأبعاد، أداها أطفال وشبان من أبناء الجمعية.
4 مشاهد “ملحمية”
عبد الإله السداسي، المشرف على الأوبريت، أوضح أن هذا العرض الفني تناول المسيرة الخضراء واستقلال المملكة ضمن قالب فني اشتمل على الجانب التعبيري، والمسرحي الدرامي، والغنائي الراقص، ثم الغنائي المباشر، بتوظيف جميع آليات التعبير، وهو ما أنتج عملا متنوعا في مضمونه وشكله ووسائله.
وأبرز السداسي في تصريح لجريدة “العمق”، أن المشهد الأول للأوبريت تطرق للوطن عبر توظيف “الكركوسة” والكتابات الزجلية حول المسيراء الخضراء والانتماء للوطن، مشيرا إلى أنه جرى التركيز على الطفل في أحداث المسيرة الخضراء والاستقلال والسيرة النبوية.
وأوضح أن المشهد الثاني للأوبريت ربط بين تواجد الجمعية في جهات المملكة، وشخصيات تاريخية تمثل تلك الجهات، عبر الاتصال بها بتقنية الذكاء الاصطناعي، مع عروض غنائية تعبيرية خاصة بكل جهة.
وفي المشهد الثالي، كان الجمهور مع موعد مع عرض “محمد النور” الذي تناول حياة قريش قبل البعثة النبوية وأثناءها، وقصة الصحابي بلال وصموده أمام التعذيب، بتوظيف مشاهد مسرحية وأناشيد بتوزيع موسيقي حديث.
وبحسب المتحدث ذاته، فقد انتقل الأوبريت في المشهد الرابع إلى الجانب الحقوقي والأخلاقي للطفل، تمت معالجته في قوالب مسرحية وتعبيرية بجانب الأغنية المجسَّدة، وذلك عبر قصة طفل مغربي يريد العيش في أمن وسلام وبتعليم وصحة جيدين.
قوة في التأطير
محمد كليوين، رئيس الجامعة الوطنية للتخييم، قال في كلمة له خلال حفل الافتتاح، إن جمعية “الرسالة” تعُد من أبرز وأقوى الجمعيات التي تقوم على الفعل التربوي الجاد، مشيرا إلى أن هذه الجمعية خرَّجت وربَّت أجيالا من أبناء هذا الوطن.
وأضاف كيلوين بالقول: “ندرك قوة جمعية الرسالة في التأطير والتكوين، وأنها خبرت كل ربوع الوطن من خلال مختلف الأنشطة الثقافية والفنية والإبداعية، خاصة المخيمات الصيفية التي تحمل بصمة الجمعية وأطرها”.
ويرى المتحدث أن الحكامة الجيدة والديمقراطية التشاركية داخل جمعية الرسالة وفروعها، يبرز شوق المغاربة لوطن يتنفس ريحه وهواءه بحقوق الطفولة، لافتا إلى أن الهدف هو خلق طفولة خالية من الشوائب، ومدن بدون أطفال الشوارع وبدون أطفال مشغلين أو ماسحي الأحذية.
وفي نفس السياق، قال مصطفى فلولي، رئيس جمعية الرسالة للتربية والتخييم، في تصريح لجريدة “العمق”، إن المؤتمر المنظم أيام 24 و25 و26 نونبر الجاري بمدينة بوزنيقة، تحت شعار “طفولة مغربية جديرة بسياسات عمومية ناجعة”، يعرف مشاركة 300 مؤتمر ومؤتمرة من مختلف ربوع المملكة.
وأوضح فلولي أن جدول أعمال المؤتمر سيعرف المصادقة على التقريرين المرحليين الأدبي والمالي، ثم المصادقة على أوراق المؤتمر، وهي مشاريع أوراق النظامين الأساسي والداخلي، وأرضية المؤتمر، ورؤية التخييم ورؤية الإعلام.
وأشار إلى أن المؤتمر سيعرف انتخاب رئيس الجمعية وأعضاء المكتب الوطني، مضيفا أن الجمعية تحرص على الحكامة في مختلف فعالياتها، كما أن المؤتمر ينعقد في وقته حسب النظامين الداخلي والأساسي، مشددا على أن الجميع حريص على أن يقود المكتب الجديد سفينة الرسالة بجدارة خلال المرحلة المقبلة.