بالرغم من أنَّ الكثيرين قد يجدون صعوبة في التعاطي مع التفاصيل الدقيقة حول العملات المشفرة، إلا أنَّ مُنتج “بيتكوين” يعتبر استثناءً نظرا لشهرته، فما هو واقع هذه العملة؟

تنتمي عملة بيتكوين المشفرة، لعائلة العملات الرقمية، وعلى عكس العملات التقليدية -كالدولار أو الجنيه الاسترليني- لا يتم دعم عملة البيتكوين أو التحكم فيها من قبل المؤسسات المالية المركزية، وهذا ما جعلها شائعة لدى مَن يعتقدون بأن اللامركزية يمكن أن تجلب الحرية المالية.

ومع ذلك فلا يُمكن التغاضي عن كونها “متقلبة للغاية”، حيث تتحكم شهية المشترين والبائعين بأسعارها صعوداً وهبوطاً.

في فبراير/شباط 2024، تضخّم سعر “البيتكوين” بسرعة، وهو خبر -بالطبع- أسعد أولئك الذين يمتلكون العملة الشهيرة، ولكن لم يكن قد مضى وقت طويل منذ هبوطها الأخير، وهذا النمط -من التقلبات- متكرر منذ إطلاق العملة المشفرة.

هي تقنية تدعم جميع العملات المشفرة والمنتجات ذات الصلة بها مثل الرموز الرقمية غير القابلة للاستبدال (NFTs).

جوهر “بلوك تشين”، عبارة عن جدول بيانات افتراضي يتم من خلاله تسجيل جميع عمليات بيع العملات المشفرة وشرائها، حيث تكون مرتبةً في كتل مرتبطة ببعضها بعضا على شكل سلسلة عملاقة، ومن هنا جاء الاسم، ” بلوك تشين أو تقنية سلسلة الكتل”.

يتم تسجيل كل معاملة لتلك العملات المشفرة، على حدة، بواسطة شبكة ضخمة من المتطوعين باستخدام برامج الكمبيوتر، الذين تحفزهم المكافآت التي يتلقاها أول شخص يقوم بالتحقق من صحة تلك المعاملات بالحصول على مكافأة بالـ بيتكوين.

هذه العملية التي من المحتمل أن تكون مربحة، والمعروفة باسم التعدين، هي أيضاً مثيرة للجدل بسبب الكمية الهائلة من الطاقة المستخدمة، حيث يتسابق الناس في جميع أنحاء العالم ليكونوا أول من يقوم بتحديث “سلسلة الكتل”.

وهذا يقودنا إلى مصطلح عُرف بـ”التخفيض إلى النصف”، ولكي نوضحه علينا الحديث أولاً عن الحدّ الأقصى لكمية عملات بيتكوين التي يمكن تعدينها، والذي يبلغ 21 مليوناً، ومعظم هذه الكميات متداولة بالفعل، ولكن كلّ أربع سنوات تقريباً، ينخفض عدد عملات البيتكوين التي تتم مكافأتها لأولئك الذين نجحوا في عملية التعدين إلى النصف، ومن المتوقع أن تُجرى هذه المرة في ربيع عام 2024.

الصناديق المتداولة في البورصة (ETFs)

صناديق الاستثمار المتداولة هي محافظ تسمح للمستثمرين بالمراهنة على أصول متعددة دون الحاجة إلى شراء أي منها بأنفسهم، يتم تداولها في أسواق الأوراق المالية مثل الأسهم، وتعتمد قيمتها على كيفية أداء المحفظة الإجمالية في الوقت الفعلي، ويمكن أن تتكون من مزيج من سبائك الذهب والفضة، على سبيل المثال، أو مزيج من الأسهم في كل من شركات التكنولوجيا والتأمين.

يقوم الصندوق الخاص بالبيتكوين الفوري بشراء العملة المشفرة مباشرةً، بسعرها الحالي، طوال اليوم. وبينما تحتوي بعض صناديق الاستثمار المتداولة بالفعل على بيتكوين بشكل غير مباشر، فقد وافقت الولايات المتحدة على العديد من صناديق بيتكوين المتداولة في يناير/كانون الثاني 2024. وقد سمح هذا للمستثمرين الجدد، مثل شركات إدارة الاستثمار (بلاك روك وفيديليتي) بدخول عالم المضاربة في بيتكوين دون القلق بشأن المحافظ الرقمية أو التنقل، أو تبادلات التشفير.

تبادل التشفير

بورصة العملات المشفرة هي منصة رقمية حيث يمكن للمستثمرين شراء وبيع وتداول العملات المشفرة، وعلى غرار الاستثمار التقليدي، تعمل بورصة العملات المشفرة بمثابة وساطة حيث يمكن للأشخاص تحويل الأموال التقليدية، مثل الجنيه أو الدولار، من بنوكهم إلى عملات مشفرة مثل بيتكوين أو إيثريوم، مع دفع رسوم على معظم تلك المعاملات.

محفظة التشفير

محفظة التشفير هي المكان الذي يحتفظ فيه المستثمرون بعملاتهم المشفرة، وتقوم بتخزين الأصول الافتراضية كما تحتوي المحفظة التقليدية على النقود.

هناك نوعان، المحفظة الساخنة والمحفظة الباردة، ترتبط المحافظ الساخنة بالإنترنت، وبالتالي يسهل الوصول إليها لإجراء تحويلات سريعة، بينما يُعبَّر عن المحافظ الباردة بأجهزة مادية مثل منافذ USB والتي تخزن العملات المشفرة في وضع عدم الاتصال بالانترنت عادةً من أجل تخزين أكثر أماناً وعلى مدى أطول.

يُستخدم إيثريوم لوصف ثاني أكبر عملة مشفرة بعد بيتكوين، ممثلة برمز إيثر، وتدعم هذه العملة مجموعة من التطبيقات والأصول الرقمية المختلفة، مثل الرموز المميزة غير القابلة للاستبدال، كما يعمل إيثريوم بطريقة مشابهة لعملة البيتكوين والعملات المشفرة الأخرى، ولكن في عام 2022 تحول إلى نظام تشغيل أكثر مراعاة للبيئة ويتطلب قدراً أقل من أجهزة الكمبيوتر والطاقة.