Home الذكاء الاصطناعي أداة Nightshade من أجل تسميم الذكاء الاصطناعي

أداة Nightshade من أجل تسميم الذكاء الاصطناعي

0
أداة Nightshade من أجل تسميم الذكاء الاصطناعي

أحدثت الإمكانيات لبرامج الذكاء الاصطناعي ثورةً حقيقيةً في عالم صناعة الصور، وأذهلت كثيرين بقدرتها على محاكاة أنماط فنية مختلفة. تتيح هذه البرامج لمستخدميها إنشاء أعمالهم الفنية الخاصة بالأسلوب الذي يروق لهم. عبر هذه البرامج، يمكننا إنشاء عمل فني بأسلوب فان غوخ أو موديلياني أو سيزان مثلاً، أو أي من الفنانين المعاصرين.

هو تطور مثير بالطبع، لكنه كان أشبه بالكابوس بالنسبة للفنانين، إذ تهدد هذه المحاكاة السهلة والدقيقة سبل عيشهم. لا يقتصر الأمر على اقتباس الأساليب الفنية فقط، بل يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي الاستيلاء على التفاصيل والعناصر المرسومة في أعمال الفنانين من أجل توظيفها في سياقات أخرى.

هذه الأعمال الفنية تعد مرجعاً لبرامج الذكاء الاصطناعي، وهي متاحة عبر شبكة الإنترنت بكل سهولة. إذا كنت تمارس الرسم، مثلاً، وحمّلت صورة لعملك على صفحتك الشخصية، فستكون هذه الصورة فريسة سهلة لهذه البرامج بلا شك. فهذه البرامج تستفيد من أعمال الفنانين من دون إذن منهم، ومن دون مقابل مادي. وليس أمام الفنان حينها سوى خيارين: إما أن يصمت ويتقبل الأمر، أو يحاول اللجوء إلى الطرق القانونية لحماية حقوقه، وهو أمر يتطلّب وقتاً وإجراءات كثيرة.

ابتكر أستاذ علوم الكمبيوتر في جامعة شيكاغو في الولايات المتحدة، بن تشاو، أخيراً أداة يمكن أن تحمي أعمال الفنانين من هذه السرقات. أطلق تشاو وفريقه على هذه الأداة الجديدة اسم “نايتشيد” (Nightshade). اختيار مناسب لهذه الأداة الجديدة، فهو اسم لأحد الأنواع النادرة وشديدة السمية من التوت البري. هذه الأداة الجديدة، التي سيتم إطلاقها قريباً، أشبه بحبة صغيرة من السم، بحسب تصريح بن تشاو.

حين يضيف الفنان هذه الأداة إلى صورة عمله الفني قبل تحميله على شبكة الإنترنت، يمكنها إرباك برامج الذكاء الاصطناعي على نحو مدهش. لن تكون هذه الأداة قادرة فقط على حماية أعمال الفنانين الإبداعية، بل من شأنها أيضاً أن تلوث أنظمة الذكاء الاصطناعي نفسها. عادة ما تحدد نماذج الذكاء الاصطناعي الصور بناءً على الكلمات المستخدمة لوصفها، فكلمة كلب تقترن على الفور بصورة الكلب. تستطيع أداة “نايتشيد” فك هذا الارتباط بين الكلمة والصورة بسهولة، ما من شأنه التسبب في تشويه النموذج الناتج بطرق فوضوية وغير متوقعة، كأن يتحول الكلب إلى قطة والحصان إلى سيارة أو دراجة هوائية. من أجل هذا، يعتقد مطورو هذه الأداة الجديدة، أنها قادرة على إجبار شركات الذكاء الاصطناعي على التوقف عن استخدام أعمال الفنانين من دون إذنهم.

“نايتشيد” ليست السلاح الوحيد الذي يتيحه بن تشاو وفريقه للفنانين من أجل حماية إبداعاتهم من استغلال برامج الذكاء الاصطناعي لها. وابتكر بن تشاو وفريقه، قبل أشهر قليلة، أداة أخرى أطلقوا عليها “غليز” (Glaze) وهي أداة تعمل على تغيير وحدات البيكسل في صورة العمل الفني، ليكون من الصعب على أي برنامج للذكاء الاصطناعي تقليد أسلوب الفنان. وبحسب تصريح تشاو؛ فإن هناك خططاً مستقبلية لدمج الأداتين معاً.

يرى فريق البحث أنه من الصعب جداً إزالة هذه البيانات المسمومة التي تستخدمها أدوات الحماية، إذ يتطلب الأمر من شركات التكنولوجيا البحث عن كل عينة تالفة وحذفها، ما سيجعل أصحاب شركات الذكاء الاصطناعي يفكرون ألف مرة في شأن استغلال أعمال الفنانين من دون موافقتهم.

تعاون فريق البحث مع الفنانين في كل خطوة من خطوات تطوير هاتين الأداتين، فقد تم استطلاع رأي أكثر من ألف فنان محترف حول مخاوفهم بشأن الذكاء الاصطناعي، وكيف سيؤثر ذلك على حياتهم المهنية، واستعدادهم لنشر أعمالهم الفنية عبر الإنترنت.

تم اختبار هذه التقنية الجديدة على أعمال عدد كبير من الفنانين. وبعد مشاهدة النتائج، قال أكثر من 90 في المائة من هؤلاء الفنانين، إنهم على استعداد لاستخدام هاتين الأداتين عند نشر أعمالهم. ولكن، ألا يمكن لشركات الذكاء الاصطناعي أن تكيف أدواتها هي الأخرى لاختراق هذه الدفاعات في المستقبل؟ يرى بن تشاو أن هذا أمر متوقع بالتأكيد، لكنه سيكون دافعاً لمبتكري أدوات الحماية للمواجهة بتطوير أدواتهم أيضاً.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here